لأن الأمور لو تركت لحالها هكذا فلن تقوم للدول الإسلامية قائمة.. وسيتم افتراسنا دولة بعد الأخرى.. وتكفي فلسطين وأفغانستان والعراق.. والخلاصة أن مشكلة الأمة الإسلامية هي الفرقة بين دولها، ولا حل لما هي فيه من ضعف وقلّة حيلة إلاّ بأن نعى المخاطر المحدقة بها، والتي لم تعد مخاطر محتملة بل مخاطر حالة وحاضرة، وستجهز على الأمة، ما لم تفعل شيئا لتوحيد الكلمة ونبذ الخلاف. والى جانب ما تقدم، مازلنا نرى تخاذلا إذا ما تطرق الأمر إلى اتخاذ إجراء عملي ما.. فقد اجتمع مؤخرا وزراء الاعلام لدول الجامعة العربية، وكان مطروحا إنشاء قناة فضائية عربية ووكالة أنباء عربية، وللأسف لم يتم اقرار انشاء أيا منها! هكذا نتعامل مع الأمور.. ولو كان الأمر بيانا يصدر لما تأخر أحد(!) لأنه في النهاية «الكلام ببلاش» كما يقولون. فاذا لم نحس بالخطر المشترك فسوف نظل هكذا.. قانعين بالكلام والكلام فقط.. وسنظل ننتظر بسلبية مطلقة دورنا في أن نؤكل دولة بعد الأخرى.. متمنين ألا يحدث ذلك.. ولكن هيهات. فالمطلوب أن نتكاتف ونكون يدا واحدة في مواجهة الأخطار المحدقة بنا من كل جانب، وأن تكون وسيلننا هي الحوار مع الآخر وليس الصدام. وأقول انه بالرغم من أن جسد الأمة الإسلامية اليوم مثخن بالجراح فانه لن يمزق أبدا.. بل سيستعيد عافيته.. ويسترد هيبته.. بالعزم والتصميم والتغلب على الشعور باليأس والإحباط «ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين» (آل عمران 139). وفي هذا السياق أشير إلى ما كتبه المفكر العربي المسلم الدكتور رشدي فكار ونشر في كتاب «الإسلام والمستقبل» الصادر عن اللجنة التحضيرية العليا لمؤتمر القمة الإسلامي الخامس (الكويت عام 1978م) يقول فيه أنه على العقلية المسلمة أن تتحرك الآن.. فهناك رغبة هائلة لخنق هذه الأمة تماما، فلنعطها الفرصة (أي العقلية المسلمة) لكي تتحرك في مواجهة الصدمات الكبرى التي تهدف في النهاية إلى شل حركةهذه الأمة وتجزئتها والتهامها جزئية تلو الأخرى (هذه نبوءة سبقت الأَحداث الحالية بستة عشر عاما!) ويقول الدكتور رشدي فكار في الختام إن المواجهة الذهنية قدر محتوم على الأمة الإسلامية.. وأنه آن الأوان لأن نقول: نحن في مركب واحد، ولنا شاطئ أمان واحد.. هذا النداء الموجه إلى أهل الفكر الإسلامي أحسبه موجها إلى لجنتكم الموقرة.. وفقكم الله.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..