ـ(193)ـ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الخلاصة: راعى القرآن الكريم ظاهرة التعددية في الانتماء والولاء الثانوي للقبيلة وللوطن وللقومية، فلم يعطلها أو يلغيها، وإنّما أقرها في حدودها المسموح بها، مراعيا دخائل النفوس والمشاعر الباطنية والوشائج المتجذرة، فكانت تعاليمه منسجمة مع فطرة الإنسان، فتعامل معها كحقيقة قائمة، ولكنه مع هذا التعامل وازن بينها وبين الانتماء والولاء لله وللرسول وللإسلام ؛ فجعله حاكما على غيره من الانتماءات والولاءات، ووضع مقاييس وموازين للتقييم وللعلاقات بين المسلمين. وراعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الانتماءات والولاءات الثانوية وأبقاها ضمن الحدود التي لا تصطدم بالمصلحة الإسلامية الكبرى، فأقر الانتماءات القبلية ووزع النقباء في بيعة العقبة الثانية على أساس الانتماء القبلي، وكتب كتابا بين المهاجرين والأنصار مقرا بتعدد الانتماء، وكان يتعامل مع جميع الموجودات