ثم قال: إنّه إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى بقوم ساءت أعمالهم في دار الدنيا إلى النار، فيقولون: يا ربنا كيف تدخلنا النار وقد كنّا نوحّدك في دار الدنيا؟ وكيف تحرق بالنار ألسنتنا وقد نطقت بتوحيدك في دار الدنيا؟ وكيف تحرق قلوبنا وقد عقدت على أن لا اله إلاّ أنت؟ أم كيف تحرق وجوهنا وقد عفّرناها لك في التراب؟ أم كيف تحرق أيدينا وقد رفعناها بالدعاء إليك؟ فيقول الله جلّ جلاله: عبادي ساءت أعمالكم في دار الدنيا فجزاؤكم نار جهنم. فيقولون: يا ربنا عفوك أعظم أم خطيئتنا؟ فيقول عزّ وجلّ: بل عفوي. فيقولون: رحمتك أوسع أم ذنوبنا؟ فيقول عزّ وجلّ: بل رحمتي. فيقولون: إقرارنا بتوحيدك أعظم أو ذنوبنا؟ فيقول عزوجلّ: بل إقراركم بتوحيدي أعظم. فيقولون: يا ربنا فليسعنا عفوك ورحمتك التي وسعت كلّ شيء، فيقول الله جل جلاله: ملائكتي، وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحبّ لي من المقرّين بتوحيدي وأن لا إله غيري، وحقّ علىّ أن لا أصلي بالنار أهل توحيدي، ادخلوا عبادي الجنّة.[8] ] 3[ روى الصدوق عن أبيه قال: حدّثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد وإبراهيم ابن هاشم والحسن بن علي الكوفي، عن الحسين بن سيف، عن أبيه، عن أبي حازم المزني، عن سهل بن سعد الأنصاري قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قول الله عزّوجلّ: (وما كنت بجانب الطّور إذ نادينا) [9]، قال: كتب الله عزّوجلّ كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام في ورق آس أنبته، ثم وضعها على العرش، ثم نادى: يا أُمّة محمد، إنَّ رحمتي سبقت غضبي، أعطيتكم قبل أن تسألوني،