وقد شهدتْ المواقف كلَّها عرفات وجمعاً، ورمت الجمار، ولكن لم تطُفْ بالبيت ولم تسْعَ بين الصفا والمروة، فلمّا نفروا من مِنى أمرها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاغتسلت وطافت بالبيت وبالصفا والمروة، وكان جلوسها في أربع بقين من ذي القعدة، وعشر من ذي الحجّة، وثلاثة أيّام التشريق» ([539]). 2 ـ (منتقى الجمان): وروى الشيخ حسن بن الشيخ زين الدين نقلاً عن: كتاب (الأغسال) لأحمد بن محمد بن عيّاش، قال: حدّثني أحمد بن محمد ابن يحيى قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن عمر بن اُذينة، عن حمران بن أعيُن قال: قالت امرأة محمد بن مسلم ـ وكانت ولوداً ـ: اقرأ أبا جعفر (عليه السلام) السلام وأخبره: أنّي كنت أقعد في نفاسي أربعين يوماً، وأنّ أصحابنا ضيّقوا عليّ فجعلوها ثمانية عشر يوماً، فقال أبو جعفر (عليه السلام): «من أفتاها بثمانية عشر يوماً؟» قال: قلت: للرواية التي رووها في أسماء بنت عميس: أنّها نفست بمحمد بن أبي بكر بذي الحليفة، فقالت: يا رسول الله كيف أصنع؟ فقال: «اغتسلي واحتشي وأهلّي بالحجّ»، فاغتسلت واحتشت ودخلت مكّة، ولم تطُفْ ولم تسْعَ حتّى انقضى الحجّ، فرجعت إلى مكّة فأتت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله، أحرمت ولم أطُفْ ولم أسْعَ، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): «وكم لك اليوم؟» فقالت: ثمانية عشر يوماً، فقال: «أمّا الآن فاخرجي الساعة فاغتسلي واحتشي وطوفي واسعي»، فاغتسلت وطافت وسعت وأحلّت، فقال أبو جعفر (عليه السلام): «إنّها لو سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل ذلك وأخبرته لأمرها بما أمرها به...» الحديث ([540]). ونحوه حديث آخر رواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه مرفوعاً، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وفيه اختصار ([541]).