محسنٌ واتّبع مِلّة إبراهيم حنيفاً واتخذ الله إبراهيم خليلاً) ([33]). هكذا إذنْ ترتبط عمليّة الحجّ بأهداف الأنبياء (عليهم السلام) ونماذجهم القياديّة خير ارتباط. وإذا شئنا أنْ نسير من هذه الأهداف الإجماليّة إلى الخطوط التفصيليّة استطعنا أنْ نشير إلى كلّ الخطوط التي تشكّل بمجموعها: (الإسلام) بجوانبه. فهي إذنْ تعني: (ألف) تركيز العقيدة الإلهيّة بكلّ مقتضياتها في نفوس أبناء البشر، وتعميق المفاهيم التي تحدّد مواقف الإنسان من الكون والحياة كلّها، وإرجاع البشريّة إلى فطرتها السليمة وتنمية هذه الفطرة. (ب) بناء أبناء الإنسانية بناءً عاطفياً منسجماً مع العقيدة الإلهيّة الحقّة، ونداءات الفطرة الصافية. (ج) إيصال التعاليم الإلهيّة البنّاءة إلى كلّ البشريّة وإقامة الحجّة عليها. (د) قيادة تجربة تطبيق الشريعة الإلهيّة، وصياغة المجتمع العابد لله والسائر نحو كماله بشكل منسجم، وإقامة القسط والعدل وإثارة دفائن العقول. (هـ) مقارعة كلّ مظاهر الطاغوت والاستكبار، ونفي كلّ صورها الماديّة وكلّ قيودها الوهميّة، وكلّ مطلقاتها الذهنيّة الكاذبة. ولسنا بصدد استعراض الآيات القرآنية الكريمة التي تتعرّض بشكل متفرّق لهذه الأهداف بالتفصيل، ولكن نلاحظ: الآيتين التاليتين كمثال لتلك الأهداف التفصيلية، إذ يقول تعالى: (الذين يتّبعون الرسول النبيّ الأميّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُحلّ لهم الطيّبات ويُحرّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصْرهم والأغلال التي كانت عليهم فالّذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتّبعوا النّور الذي اُنزل معه أولئك هُم المفلحون * قل يا أيّها النّاس إنّي