وسيجد القارئ الكريم في هذا الكتاب نموذجاً حيّاً لهذه الحقيقة، وأنّنا لنسأل الله جلّ وعلا أن يوفّق هذه الأُمة لتحقيق أهدافها العليا، وتجسيد كلّ الخصائص القرآنية وفي مقدمتها قضية الوحدة الإسلامية.. وهي قضية لا يضرّها تعدّد المذاهب بل يشكّل ذلك غنىً علمياً، ومنبعاً للمسيرة الحيوية لها، شريطة أن لا تتحوّل المذهبية الطبيعية إلى طائفية عمياء مقيتة. إنّنا مدعوون للعمل على تحقيق التقريب، كما إنّنا مدعوون لتحقيق الوحدة العملية تجاه قضايانا المصيرية، وإلاّ فإنّ الفتنة والفساد سيقضيان على طموحاتنا الحضارية، يقول تعالى: (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) الأنفال/73 محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية