أعدائنا، والحمد لله رب العالمين. أقصص رؤياك»، فقلت: رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لا حب، والناس على الجادة منطلقين... قال فانتقع لون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ساعة، ثمّ سرى عنه، فقال: «أمّا ما رأيت من الطريق السهل الرحب تحرقها، فذلك ما حملتم عليه من الهدي التجارة عليه... وأمّا الرجل الذي رأيت على يميني الآدم الششل فذلك موسى (عليه السلام) إذا هو تكلّم يعلو الرجال بفضل صلاح الله إيّاه. والذي رأيت عن يساري التار[95] الربعة الكبير خيلان[96] الوجه، فكأنّما حمم شعره بالماء، فذاك عيسى بن مريم، نكرمه لإكرام الله إيّاه. وأمّا الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقاً ووجهاً فذلك أبونا إبراهيم (عليه السلام)، كلّنا نؤمّه ونقتدي به...».[97] 60 ـ أبو ذر، قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر; شبه عيسى بن مريم». وقد روى بعضهم هذا الحديث، فقال: «أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى بن مريم».[98] 61 ـ أبو هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر. ومن سرّه أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر».[99] 62 ـ جابر بن عبد الله: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخّر الظهر إلى آخر الوقت، ثم خرج فصلّى. ثمّ قال: «رأيت ـ فيما يرى النائم ـ أنّ الأُمم عرضت عليّ» فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يجيء في خمسة أو أكثر من ذلك، «فرأيت جماعة كثيرة، فقلت: إنّها