مقدّمة المؤلف أهمية الجهاد إنّ القرآن الكريم قد ذكر الأهداف التي وهب الله الحياة للإنسان من أجلها، وهي تبدأ من الإيمان بالله والالتزام بشريعته لتحقيق الأهداف السماوية المطلوب إيجادها في أرض الله، وهي أن تكون شريعة الله هي التي تحكم الحياة وحركة الإنسان، وذلك من خلال قوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون) [1]، وبقوله تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتّبع أهواءهم عمَّا جاءك من الحقّ) [2]. هذه من جملة الأهداف التي من أجلها وهب الله الحياة للبشر ليستغلّوا وجودهم كما أراد عزّ وجلّ، ومن أجل هذه الأهداف أرسل الله أنبياءه عبر العصور والأجيال ليذكّروا الناس على الدوام حتّى يكون التبليغ والإنذار حجّة على الخلق يوم يقوم الناس لربّ العالمين ليحاسبوا على ما فعلوه في الحياة الدنيا; لأنّ البشر من دون ذلك التبليغ الدائم قد يتيهون عن الأهداف التي من أجلها خلقوا وينحرفون عن