وكتب في أهل البيت (عليهم السلام)، ويبدي اهتماماً كبيراً في الكشف عن أبرز العناوين التي تصدّت بالحديث عن سيرة وتاريخ وشخصيات هذا البيت العتيق. ولعلّ كتاب «أهل البيت في المكتبة العربية» من آثار المحقّق المتتبع المرحوم السيد عبد العزيز الطباطبائي، من أروع ما صنّف على هذا الصعيد، حيث عرض لعناوين الكتب والرسائل المؤلّفة في حبّ وسيرة وتاريخ أهل البيت (عليهم السلام)، والمنسوبة للمتقدّمين والمتأخّرين، وحسب الحروف الألفبائية، مع ذكر النسخ المتعدّدة لها، وأماكن وجودها في خزانات مكتبات العالم كلّه. لكن الأستاذ حجة الإسلام والمسلمين السيد هادي الخسروشاهي حفظه الله قد قام بمبادرة جديدة تجدر الثناء عليها وتقديرها، حيث أحضر كل ما كتب عن أهل البيت (عليهم السلام)المدفونين بمصر، من الأبناء والأحفاد الأشراف من ولد علي بن أبي طالب وبناته، والتي تشهد أضرحتهم أرض الكنانة، وتشمخ مآذنهم سماء القاهرة، واقتطف منها ما يراه مناسباً للحديث عن الشخصية الشريفة، وموضع دفنها، وأبرز ما قيل فيها، وبأقلام متعددة، بعيدة عن كل ما يمسّ المشاعر المذهبية، ويعكّر صفو النفوس النبيلة. إنّنا نجد لزاماً علينا ـ من واقع خبرتنا في التقريب ـ أن نثمّن جهد السيد المعدّ، لأنّ من شأنها أن تسهم في توثيق الروابط المقدّسة بين الأمة وأبناء هذا البيت الشريف من جانب، وفي تمتين أواصر الوحدة بين شعوب الأمة الإسلامية عبر الارتكاز على محور أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة من جانب آخر، ويقيناً أنّ كلّ نجاح نحقّقه في هذا الميدان ـ من طبع الكتب بعد تحقيقها وتوثيقها ـ سوف يصبّ بالضرورة في تجاه تحقيق التقارب والترابط بين أطراف المسلمين كافة. ومن هنا فحبذّا لو تلتقي جهود كلّ العاملين والمصلحين مع جهود المؤسّسات والمراكز والهيئات الثقافية الإسلامية التي تعنى بشأن التقريب والوحدة، وعلى رأسها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الأغرّ، عبر مركزه العلمي المبارك، من