في المغرب أو تونس أو العراق أو إيران أو... فهذا الكتاب ربّما أضحى أساساً لما بعده من تأليفات جامعة في هذا الموضوع. إنّنا بحاجة إلى دراسة التاريخ من زاوية أخرى، وحاجتنا أشدّ إلى التعرّف على شخصيات البيت النبوي، وعلمائهم الأشراف، والوجوه التي ساهمت في تثبيت الدين ونشر علومه في كافة بقاع العالم. فأمر رائع حقّاً أن نساهم جميعاً في تعريف شخصيات البيت الشريف، أينما كانت مشاهدهم، والأروع منه أن نلغي كلّ الحواجز المصطنعة فيما بيننا، ونلتقي معاً، وبقلب واحد ينبض بحبّ أبناء وأحفاد بيت الرسالة لنشكّل منعطفاً إسلامياً واحداً، ونواجه أعدائنا بقوة، مستمدّين منهم أروع الدروس والعبر من أجل بناء حياة أفضل ووداد دائم. فمن أجدر من مثقّفي هذه الأمة ومفكّريها لأن يكونوا أمثلة حقيقية لكلّ معاني السموّ الإسلامي، ومن أجدر منهم لأن يفهم رموز هذه المعاني؟ وباختصار شديد، فقد قام هذا السيد الجليل بإنجاز كبير على الصعيد الثقافي، أراد منه تجذير الوعي التاريخي والتقريبي للأمة، ولاسيّما بين محبّي وعشاق آل بيت محمد (صلى الله عليه وآله)، وجذب الاهتمام بمشاهدهم الشريفة، والقيام بمسؤولية الحفاظ على الإرث النبوي والعناية به، كما صرّح به في خاتمته، فجزاه الله جزاء المحسنين، وبلّغه شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المكرمين. ولابدّ من الإشارة إلى قيمة هذا الكتاب في إطار تقريبي وتاريخي، إذ يمكن أن يعدّ مصدراً مهمّاً جامعاً يقدّم للباحثين ما يحتاجونه فيما يتعلّق بآل علي في مصر الكنانة، ودليلاً مختصراً لمشاهد الأشراف في القاهرة لمن أراد زيارة أضرحتهم المقدّسة. ولذا وقع الاختيار على هذا الكتاب لتحقيقه وتوثيقه، وطبعه بحلّة جديدة، بمعونة وإشراف مركز التحقيقات والدراسات العلمية التابع لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية.