بينهما وبين الناس حتّى لا تكون فتنة[446]. وتعلّق الدكتورة بنت الشاطئ على ذلك فتقول: وإذا صحّت هذه الرواية، فلعلّ السيدة سكينة قد عادت إلى الحجاز بعد وفاة عمّتها زينب سنة 62 هـ [447]. وعلى أيّة حال، فقد ظهر في العصور الوسطى، وخاصّةً في أوقات المحن والحروب التي لاتجد فيها الشعوب مَن تلوذ به غير الواحد القهّار، أن يتلمّسوا أضرحة آل البيت والأولياء للزيارة والبركة والدعاء; ليكشف الله عنهم السوء ويرفع البلاء، ومن ثم ظهر ما يعرف باسم أضرحة الرؤيا، فإذا رأى ولي من أولياء الله الصالحين في منامه رؤيا مؤدّاها أن يقيم مسجداً أو ضريحاً لأحد من أهل البيت أو الولي المسمّى في «الرؤيا» فكان عليه أن يقيم الضريح أو المسجد باسمه[448]. والمسجد الموجود حالياً يرجع إلى عهد عبدالرحمن كتخذا سنة 1173 هـ ، ثم جدّدته بعد ذلك وزارة الأوقاف في القرن الثالث عشر الهجري، وعلى باب المقصورة النحاسية نجد لوحةً تذكاريةً مؤرّخة سنة 1266 هـ .