عليه خلاف... ففي الوقت الذي أشار فيه بعض المؤرّخين إلى أنّها دفنت بالبقيع بالمدينة.. أشار عدد آخر لابأس به إلى أنّ جسدها الطاهر هو المدفون في مقبرتها الموجودة بالضريح الملحق حالياً بمسجدها الموجود بالدرب الأحمر. وقد استند أصحاب هذا الرأي إلى أنّ السيدة فاطمة النبوية قد قدمت إلى مصر مع عمتها السيدة زينب وأُختها السيدة سكينة، من بعد إبعادهما من المدينة من قبل يزيد بن معاوية، ولذلك فقد ظلّت تعيش بمصر حتّى توفّيت في عام 110 هـ ، ودفنت في المكان الموجود به الضريح الآن. ومن أشهر المؤرّخين الذين ذكروا ذلك: العلاّمة الأجهوري في كتابه «مشارق الأنوار» حيث قال: إنّ السيدة فاطمة ابنة الإمام الحسين (رضي الله عنه) مدفونة خلف الدرب الأحمر، بزقاق يُعرف باسم فاطمة النبوية، في مسجدها الجليل، ومقامها العظيم.. وعليه من المهابة والجلالة والوقار ما يسرّ قلوب الناظرين.. أمّا ما اشتهر من أنّ السيدة فاطمة النبوية مدفونة بدرب سعادة فهو غير صحيح. وأضاف الأجهوري تعليقاً على هذا القول: وعلى تقرير صحّة ذلك يحتمل أن يكون معبدها، ويحتمل أن تكون فاطمة النبوية أُخرى من بيت النبوة. ثم أكّد ذلك أيضاً الشيخ الصبّان.. وقال: إنّ ضريحها موجود بمصر، وفي الموضع الموجود به حالياً[473]. وبعد فترة زمنية غير معروفة أُلحق بالضريح مسجدٌ، وهو المسجد المعروف الآن باسم مسجد النبوية الموجود بالدرب الأحمر. وقد أُنشئ في عام 266 هـ ، بالجهة القبلية من ذلك الضريح، وفي العام نفسه رُكِّب على الضريح مقصورة نحاسية في غاية الروعة. وفي عام 1930 م... تمّ تجديد محراب المسجد، وكُسي بطبقة من القيشاني على أشكال زخرفية بديعة.