صغيرة معقودة، والجدران الخارجية مزخرفة بطلاء جيري مخطّط باللون الأحمر والأبيض، وتبدو وكأنّها أبلق. أمّا داخل الزاوية فبسيط جدّاً، ويتكوّن من ستة أروقة موازية لحائط القبلة، وبكلّ رواق أربعة أعمدة. وبالرواق الثاني وأمام المحراب توجد قبّة بها ثماني فتحات، القصد منها الإنارة. وقد اقتطع من الزاوية مستطيل في الركن الشمالي الغربي، توجد في جزء منه مقبرة سيدي إبراهيم، وهي عبارة عن حجرة مربّعة، غُطِّيت بقبّة تقوم على رقبة مثمّنة، بكلّ ضلع منها نافذة، وفوقها تقوم قبّة مدبّبة. أمّا جدران المستطيل فقد فُتحت في كلٍّ من الضلع الشرقي والغربي نافذتان قنديليتان. وفي الجهة الغربية من الزاوية توجد الميضأة ودورة المياه. ولعلّ السبب في اختيار جهة المطرية لتكون مقرّاً لرأس إبراهيم، هو إبعاد الناس عن زيارة المقبرة حتّى تخمد الثورة، وتضعف الدعوة للعلويّين. فقد كانت منطقة المطرية في ذلك الوقت مهجورة غير مسكونة، لبُعدها عن العاصمة، وهي الفسطاط ثم العسكر، كما أنّ مقابر المسلمين في ذلك الوقت كانت عند جبل المقطم. وممّا ينهض دليلاً على أهمية هذه المقبرة في تلك المنطقة النائية ـ وأعني بها المطرية ـ هو اهتمام الأمير «تبر» ببناء مسجد بجوارها.