الكسول، فافترض مقياساً عاماً وسطاً بحيث أن كل كمية من العمل توجد ما يناسبها من القيمة إن كانت متوافقة مع المقياس العام وهو ما أسماه (ماركس) (كمية العمل الضرورية اجتماعياً). وإذا كان العمل هو جوهر القيمة فما هو دور (الأرض) و(رأس المال)؟ إن ريكاردو يجيب بأن ربيع الأرض لا يؤثر في تكوين القيمة ـ خلافاً لما اعتقده الاقتصاديون ـ أما ما نشاهده من تأثير فهو نتيجة الاحتكار وسيطرة البعض على الأراضي الأكثر خصباً. وأما رأس المال فهو عمل مجتمع لا أكثر، ولكن (ريكاردو) اعترف بالربح الرأسمالي (رغم ان الرأسمال لا يتدخل في تكوين القيمة) وذلك على أساس (الزمن) الذي يتخلل بين الاستثمار وظهور السلع للبيع مما يستوجب أن تباع السلعة بسعر يعود بشيء من الربح لصاحب الرأسمال. وقد أقر (ماركس) نظرة (ريكاردو) في الريع العقاري مع شيء من التوضيح ولكنه هاجم اعترافه بمنطقية الربح الرأسمالي ووضع نظرية (القيمة الفائضة). كيف وضع ماركس القاعدة الأساسية لاقتصاده؟بدأ ـ قبل أي شيء ـ بالتمييز بين القيمة الاستعمالية التي تتبع المنافع التي تؤديها السلع وهي مختلفة، والقيمة التبادلية التي تجعل من الممكن مبادلة سلعة بأخرى; فالسيارة تؤدي منفعة غير منفعة البيت ولكن يمكن أن يبادل أحدهما بالآخر عبر شيء مشترك بينهما. وليس هذا الأمر المشترك صفة طبيعية أو هندسية لأنها لا تدخل في الحساب إلاّ بمقدار منافعها الاستعمالية وهي مختلفة، وإنّما هو العمل البشري فلما كانت كمية العمل المنفق على السيارة تساوي الكمية المنفقة على البيت أمكن التبادل بينهما. فالعمل هو جوهر القيمة التبادلية([58]) وهو الذي يحدد ثمنها في السوق وإن أمكن أن تلعب قوانين (العرض والطلب) دوراً ثانوياً في خفضه ورفعه تبعاً لوجود المنافسة أو الاحتكار، ولكنها لا تستطيع أن ترفع الثمن بشكل غير محدود; فلا يمكن أن ترتفع قيمة المنديل إلى قيمة السيارة. وقد أكدت الماركسية على أن هذا القانون يتوقف على: