أما السماح بالملكية في مجتمع غير مادي ويتمتع بواقع روحي وخلقي وسياسي يختلف عن الواقع الرأسمالي فهو لا يؤدي إلى الاستعمار بمفهومه الرأسمالي. وكذلك نجد أن الاحتكار لم يكن نتيجة السماح بالملكية الخاصة لأداة الإنتاج بل كان نتيجة للحريات الرأسمالية بشكل مطلق. فلو وضعت القيود الخاصة للملكية وروقب النشاط الاقتصادي بدقة فسوف لن يفسح المجال للاحتكار. وهكذا نستنتج: فشل الماركسية في بنائها لمساوئ الرأسمالية على أساس الملكية الخاص دون أن تلاحظ الجو المادي الذي هو السبب الحقيقي لها وانه يمكن تصور مجتمع يعترف بالملكية الخاصة دون أن يبتلي بهذه المساوئ بعد أن يتخلص من الجو المادي وأخلاقيته المنحطة.