الدرس الثاني والعشرون الحرية الرأسمالية وقيمها الأساسية قلنا سابقاً إن المقومات الأساسية للرأسمالية تتلخص في حرية (التملك والاستغلال والاستهلاك) ففكرة (الحرية) هي جوهر المذهب الرأسمالي فيجب دراسة جذور هذه الفكرة. وأول سؤال يتبادر للذهن هو: لماذا يجب قيام المجتمع على أساس الحرية الاقتصادية؟ والواقع أن الحرية ـ في الرأسمالية ـ تستمد وجودها من عدة أفكار وقيم هي: أ ـ ادعاء التوافق بين مصالح الفرد ومصالح المجتمع فحرية الفرد توفر مصلحة المجتمع. ب ـ القول بأن الحرية الاقتصادية هي أفضل قوة دافعة لنمو الإنتاج وتفجير طاقاته فترجع الفكرة الأولى لأن نمو الإنتاج هو لصالح المجتمع. جـ ـ إن الحرية حق إنساني، وتعبير عن الكرامة البشرية وشعور الإنسان بها، فهي تحقق إنسانيته ووجوده. فلنتأول هذه الأفكار بالتحليل: أ ـ الحرية وسيلة لتحقيق المصالح العامة: فقد تخيل الرأسماليون الاقتصاديون أن الدوافع الذاتية تؤدي دائماً لتحقيق المصلحة الاجتماعية إذا توفرت الحرية. ولذا ظنوا أن المجتمع لا يحتاج للقيم الخلقية بل إذا كفلنا الحرية فالإنسان بطبعه ينبع مصلحته ويحقق بالتالي المصلحة الاجتماعية. وعليه فالحرية الرأسمالية