الدرس السابع والعشرون المشكلة الاقتصادية في نظر الإسلام وحلولها ترى الرأسمالية أن المشكلة الاقتصادية الأساسية هي: قلة الموارد الطبيعية نسبياً لمحدودية الطبيعة فالأرض لا تكبر وثرواتها لا تزداد مع أن الحاجات الحياتية تنمو باطراد وهذا يؤدي إلى التزاحم بين الأفراد على إشباع حاجاتهم فتنشأ المشكلة الاقتصادية. وترى الماركسية أن المشكلة هي: مشكلة التناقض بين شكل الإنتاج وعلاقات التوزيع فإذا تم الوفاق بينهما ساد الاستقرار مهما كانت نوعية النظام الاجتماعي الناتج عن توافقهما. والإسلام يرى أن الطبيعة قادرة على ضمان حاجات الإنسان المتطورة يقول تعالى في كتابه الكريم: (الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم، وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار، وسخر لكم الشمس والقمر دائبين، وسخر لكم الليل والنهار، وآتاكم من كل ما سألتموه وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)([79]). ولا يعترف بالتناقض بين شكل الإنتاج وعلاقات التوزيع وقد عرفنا انفصالهما في الحلقة السابقة. وإنّما المشكلة هي مشكلة الإنسان نفسه (إن الإنسان لظلوم كفار) فإنه بظلمة المتجسد في سوء التوزيع وبكفرانه المتجسد في إهماله لاستثمار الطبيعة يسبّب