الدرس الثامن والأربعون نظرية نفي الغرر في المعاملات بين الشيخ الأعظم الأنصاري والإمام الخميني (رحمهما الله) إن من أهم انجازات الثورة الإسلامية بقيادة الزعيم الرّاحل الإمام الخميني قدّس الله نفسه الزكيّة أنّها قدّمت البديل الإسلامي للإنسانية المعذّبة الّتي خاضت طيلة القرنين الأخيرين من التاريخ تجربة مريرة مع حلول المدارس الوضعيّة على اختلاف أهوائها وألوانها حتى تبيّن زيف الدعاوى وكذب الوعود التي ملكت بها قلوب المخدوعين بسرابها وسيطرت بها على عقولهم. وما أن أحست هذه المدارس الوضعيّة ودعاتها باكتساح المدّ الإسلامي وتسربه إلى مساحات واسعة من قناعات الإنسان الحاضر حتّى شنّت حرباً ضروساً لاهوادة فيها ضدّ أطروحة الإسلام والثورة الإسلامية التي تولّت مهمة الدّعوة إليها والذّبّ عنها، وجنّدت كافّة طاقاتها وإمكانياتها لتطويق الثورة الإسلامية ولتحول دون انتشار الأطروحة الإسلامية في صورتها الناصعة الأصيلة في فضاء الرأي العالمي العام. وبما أنّ مدرسة الفقه الإسلامي هي الّتي تتولّى مهمّة عرض البديل الإسلامي على المستوى النظري، كما أنّ فقهاء الإسلام العدول هم الطلائع القياديَّة الّتي تتولى الأمر على مستوى التطبيق والتنفيذ، فقد كان للفقه الإسلامي والقائمين بأمره من عدول الفقهاء الّذين استوعبوا الحلّ الإسلامي علماً وعملا، نظريّة وتطبيقاً، الدور المصيري الأهم في حلبة الصراع بين البديل الإسلامي ومنافسيه مما جعل الاهتمام بالفقه الإسلامي وفقهائه العظام في رأس قائمة الأولويّات