الدرس الثامن التطبيق يكذّب الماركسية قمنا في الفصول السابقة بدراسة المادية التاريخية على ضوء القواعد الفكرية للماركسية، ثم انتقلنا إلى دراسة المادية التاريخية بما هي نظرية عامة، فدرسنا أدلتها الفلسفية والسيكولوجية والعلمية وأبطلناها كلها، وها نحن نحاول ـ كخطوة ثانية ـ أن نجيب على السؤالين التاليين: أ ـ هل يوجد مقياس أعلى لمعرفة صحة أية نظرية أو بطلانها؟ ب ـ هل ينطبق هذا المقياس على المادية التاريخية فيثبت صحتها؟ أما المقياس الأعلى ـ عند الماركسية ـ لاختبار صحة أية نظرية فما هو إلاّ مقدار نجاحها في التطبيق في الواقع الخارجي. وقد أكد الماركسون على هذا الجانب كثيراً وأطلقوا عليه اسم «وحدة النظرية والتطبيق». قال ماوتسي تونغ: «إن نظرية المعرفة في المادية التاريخية تضع التطبيق في المقام الأول. فهي ترى أن اكتساب الناس للمعرفة يجب أن لا ينفصل بأية درجة كانت عن التطبيق، وتشن نضالا ضد (تعارض بشدة) كل النظريات الخاطئة التي تنكر أهمية التطبيق، أو تسمح بانفصال المعرفة عن التطبيق»([26]).