والملاحم العظام، وإماتة السنن وإحياء البدع، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيحيي الله بالمهدي محمد بن عبد الله السنن التي قد أُميتت، وتسرّ بعدله وبركته قلوب المؤمنين، وتتألّف إليه عصب العجم وقبائل من العرب، فيبقى على ذلك سنين ليست بالكثيرة، دون العشرة، ثم يموت»[508]. (247) قال ابن المنادي: وفي كتاب دانيال: «أنّ السفيانيّين ثلاثة، وأنّ المهديّين ثلاثة، فيخرج السفياني الأول، فإذا خرج وفشا ذكره خرج عليه المهدي الأول، ثم يخرج السفياني الثاني فيخرج عليه المهدي الثاني، ثم يخرج السفياني الثالث فيخرج عليه المهدي الثالث، فيصلح الله به كُلّ ما أفسد قبله ويستنقذ الله به أهل الإيمان، ويحيي به السنّة، ويطفئ به نيران البدعة، ويكون الناس في زمانه أعزّاء ظاهرين على من خالفهم، ويعيشون أطيب عيش، ويرسل الله السماء عليهم مدراراً، وتخرج الأرض زهرها ونباتها، فلا تدخر من نباتها شيئاً، فيمكث على ذلك سبع سنين ثم يموت»[509]. (248) ثم قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الله بن صدقة، حدّثنا محمد بن إبراهيم أبو أُمية الطرسوسي، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدّثنا شريك بن عبد الله، عن عمّار بن عبد الله الدهني، عن سالم بن أبي الجعد قال: «يكون المهدي إحدى وعشرين سنة أو اثنتين وعشرين سنة، ثم يكون آخر من بعده وهو صالح ]أربع عشرة سنة، ثم يكون آخر من بعده وهو صالح تسع سنين[[510]»[511].