إلاّ عيسى بن مريم» قال: «والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصحّ ألبتة إسناداً». نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب، في ترجمة محمّد بن خالد الجندي، راوي حديث: «لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم»، ونقله عنه أيضاً ابن القيّم في المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف[112]. وقال الإمام محمّد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، صاحب التفسير المشهور المتوفّى سنة 671 هـ، في كتابه التذكرة في أُمور الآخرة، بعد ذكر حديث: «ولا مهدي إلاّ عيسى بن مريم» قال: «إسناده ضعيف، والأحاديث عن النّبي (صلى الله عليه وآله) في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصحّ من هذا الحديث، فالحكم بها دونه»، وقال: «يحتمل أن يكون قوله (صلى الله عليه وآله) : ولا مهدي إلاّ عيسى بن مريم، أي: لا مهدي كاملاً إلاّ عيسى». قال: «وعلى هذا تجتمع الأحاديث ويرتفع التعارض». نقل ذلك عنه السيوطي في آخر جزء من العرف الوردي في أخبار المهدي[113]. وقال ابن تيمية المتوفّى سنة 728 هـ في كتابه منهاج السنّة النبوية، في التعليق على الحديث الذي رواه ابن عمر عن النّبي (صلى الله عليه وآله) : «يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي، اسمه كاسمي، وكنيته كنيتي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وذلك هو المهدي»، قال: «إنّ الأحاديث التي يحتجّ بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره، كقوله (صلى الله عليه وآله) في الحديث الذي رواه ابن مسعود: «لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم، لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيه رجل منّي (أو من أهل بيتي) يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً