الموضوع، إن شاء الله تعالى. التاسع: ذكر بعض ما قد يظنّ تعارضه مع الأحاديث الواردة في المهدي، مع الجواب عن ذلك 1 ـ تقدّم في أثناء كلام الأئمة الذين حكيت كلامهم: أنّ حديث «لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم» لا يتعارض مع الأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي ; لضعفه، ولإمكان الجمع بينها لو صحّ، بأن يكون معناه: لا مهدي كاملاً إلاّ عيسى بن مريم (عليه السلام) ، وذلك لا ينفي أن يكون غيره مهديّاً، كالمهدي الذي دلّت عليه الأحاديث[165]. 2 ـ إنّ ما دلّت عليه أحاديث المهدي من قيامه بنصرة الدين، وامتلاء الأرض في زمانه من العدل، لا ينافيه وجود الدجّال وأتباعه في زمانه، ومعاداتهم للمسلمين، وكذا الأدلّة الدالّة على بقاء الأشرار مع الأخيار، حتّى تخرج الريح الليّنة التي تقبض روح كُلّ مؤمن ومؤمنة[166]، ولا يبقى بعد ذلك إلاّ شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة ; لأنّ المراد ممّا جاء في أحاديث المهدي كثرة الخير، وقوّة أهل الإسلام، وحصول الغلبة لهم، وقهرهم لغيرهم، وهذا لا ينفي وجود أشرار مغمورين في زمانه، كما أنّنا نعتقد أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) وخلفاءه قد ملأوا الأرض عدلاً[167]، وكان مع