بأعدائه، لم تخلُ الأرض من إقامة شعائر الدين الإسلامي. العاشر: كلمة ختامية إنّ أحاديث المهدي الكثيرة، التي ألّف فيها مؤلّفون، وحكى تواترها جماعة، واعتقد موجبها أهل السنّة والجماعة وغيرهم، تدلّ على حقيقة ثابتة بلا شكّ، وإنّ أحاديث المهدي على كثرتها وتعدّد طرقها، وإثباتها في دواوين أهل السنّة، يصعب كثيراً القول بأنّه لا حقيقة لمقتضاها، إلاّ على جاهل أو مكابر، أو من لم يمعن النظر في طرقها وأسانيدها، ولم يقف على كلام أهل العلم المعتدّ بهم فيها، والتصديق بها داخل في الإيمان بأنّ محمداً هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ; لأنّ من الإيمان به (صلى الله عليه وآله) تصديقه فيما أخبر به، وداخل في الإيمان بالغيب الذي امتدح الله المؤمنين به بقوله: (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) [170] وداخل في الإيمان بالقدر ; فإنّ سبيل علم الخلق بما قدّره الله أمران: أحدهما: وقوع الشيء، فكُلّ ما كان ووقع علمنا أنّ الله قد شاءه ; لأنّه لا يكون ولا يقع إلاّ ما شاءه الله، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. الثاني: الإخبار بالشي الماضي الذي وقع، وبالشي المستقبل قبل وقوعه من الذي لا ينطق عن الهوى (صلى الله عليه وآله) ، فكُلّ ما ثبت إخباره به من الأخبار في الماضي علمنا بأنّه كان على وفق خبره (صلى الله عليه وآله) ، وكُلّ ما ثبت إخباره عنه ممّا يقع في المستقبل نعلم بأنّ الله قد شاءه، وأنّه لابدّ أن يقع على وفق خبره (صلى الله عليه وآله) كإخباره (صلى الله عليه وآله) بنزول عيسى (عليه السلام) في آخر الزمان، وإخباره بخروج المهدي، وبخروج