وقول الله تعالى { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار . مهطعين مقنعي رؤوسهم } رافعي المقنع والمقمح واحد . وقال مجاهد { مهطعين } مديمي النظر ويقال مسرعين . { لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء } . يعني جوفا لا عقول لهم . { وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال . وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال . وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال . فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام } / إبراهيم 42 - 47 / .
[ ش ( تشخص فيه الأبصار ) تبقى عيونهم في ذلك اليوم مفتوحة ممدودة من غير تحريك للأجفان . ( لا يرتد إليهم طرفهم ) لا يطرفون ولا ترجع إليهم أبصارهم . ( أفئدتهم هواء ) قلوبهم فارغة ليس فيها قوة ولا جراءة وقيل صفر من الخير خالية عنه . ( ما لكم من زوال ) باقون في الدنيا لا تزالون عنها بالموت والفناء . ( ضربنا لكم الأمثال ) ذكرنا لكم ما أصاب الأمم قبلكم واضحا مبينا لتعتبروا . ( مكروا مكرهم ) دبروا فيما بينهم أمر قتل النبي A . ( عند الله مكرهم ) عالم به لا يخفى عليه فيردهم خائبين ويجازيهم على سوء تدبيرهم . ( لتزول منه الجبال ) ولو بلغ من تدبيرهم أنه تزال به الجبال الراسيات فإنه لا يضر أولياء الله تعالى في نصرة دينه وتبليغ دعوته ]