408 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال : حدثنا حبان بن موسى قال : أنبأنا عبدالله بن المبارك قال : أنبأنا حيوة بن شريح قال : حدثني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المديني أن عقبة بن مسلم حدثه أن شفيا الأصبحي حدثه Y أنه دخل مسجد المدينة فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس فقال : من هذا ؟ قالوا : أبو هريرة قال : فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس فلما سكت وخلا قلت له : أنشدك بحقي لما حدثتني حديثا سمعته عن رسول الله A عقلته وعلمته فقال أبو هريرة : أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله A عقلته وعلمته ثم نشغ أبو هريرة نشغة فمكث قليلا ثم أفاق فقال : لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله A وأنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى فمكث كذلك ثم أفاق فمسح عن وجهه فقال : أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله A وأنا وهو في هذا البيت ما معه أحد غيري وغيره ثم نشغ نشغة شديدة ثم مال خارا على وجهه واشتد به طويلا ثم أفاق فقال : حدثني رسول الله A : ( أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية .
فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارىء : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي A ؟ قال : بلى يا رب قال : فماذا عملت فيما علمت ؟ قال : كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له : كذبت وتقول له الملائكة : كذبت ويقول الله : بل أردت أن يقال : فلان قارىء فقد قيل ذاك .
ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له : ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال : بلى يا رب قال : فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال : كنت أصل الرحم وأتصدق ؟ فيقول الله له : كذبت وتقول الملائكة له : كذبت ويقول الله : بل إنما أردت أن يقال : فلان جواد فقد قيل ذاك .
ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له : في ماذا قتلت ؟ فيقول : أمرت الجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له : كذبت وتقول له الملائكة : كذبت ويقول الله : بل أردت أن يقال : فلان جريء فقد قيل ذاك ) ثم ضرب رسول الله A ركبتي فقال : ( يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة ) .
قال الوليد بن أبي الوليد : فأخبرني عقبة أن شفيا هو الذي دخل على معاوية فأخبره بهذا الخبر .
قال أبو عثمان الوليد : وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافا لمعاوية قال : فدخل عليه رجل فحدثه بهذا عن أبي هريرة فقال معاوية : قد فعل بهؤلاء مثل هذا فكيف بمن بقي من الناس ؟ ثم بكى معاوية بكاء شديدا حتى ظننا أنه هالك وقلنا : قد جاءنا هذا الرجل بشر ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه فقال : صدق الله ورسوله { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها } { نوف إليهم أعمالهم فيها } { وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار } { وحبط ما صنعوا فيها } { وباطل ما كانوا يعملون } .
قال أبو حاتم Bه : ألفاظ الوعيد في الكتاب والسنن كلها مقرونة بشرط وهو : إلا أن يتفضل الله جل وعلا على مرتكب تلك الخصال بالعفو وغفران تلك الخصال دون العقوبة عليها وكل ما في الكتاب والسنن من ألفاظ الوعد مقرونة بشرط وهو : إلا أن يرتكب عاملها ما يستوجب به العقوبة على ذلك الفعل حتى يعاقب إن لم يتفضل عليه بالعفو ثم يعطى ذلك الثواب الذي وعد به من أجل ذلك الفعل K إسناده صحيح