سورة الحج 1 2 .
سورة الحج مدنية إلا الآيات 52 53 54 55 فبين مكة والمدينة وآياتها 78 بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الناس اتقوا ربكم خطاب يعم حكمه الملكفين عند النزول ومن سنتظم في سلكهم بعد من الموجودين القاصرين عن رتبة التكليف والحادثين بعد ذلك إلى يوم القيامة وإن كان خطاب المشافهة مختصا بالفريق الأول على الوجه الذي مر تقريره في مطلع سورة النساء ولفظ الناس ينتظم الذكور والإناث حقيقة وإما صيغة جمع المذكور فواردة على نهج التغليب لعدم تناولها للإناث حقيقة إلا عند الحنابلة والمامور به مطلق التقوى الذي هو التجنب عن كل ما يؤثم من فعل وترك ويندرج فيه الإيمان بالله واليوم الآخر حسبما ورد به الشرع اندراجا اوليا والتعرض لعنوان الربوبية المبئة عن المالكية والتربية مع الإضافة إلى ضمير المخاطبين لتأييدا الامر وتأكيد إيجاب الامتثال به ترهيبا وترغيبا اي احذورا عقوبة مالك اموركم ومربيكم وقوله تعالى إن زلزلة الساعة شيء عظيم تعليل لموجب الأمر بذكر بعض عقوباته الهائلة فإن ملاحظة عظمها وهولها وفظاعة ما هي من مباديه ومقدماته من الأحوال والأهوال التي لا ملجأ منها سوى التدرع بلباس التقوى مما يوجب مزيد الاعتناء بملابسته وملازمته لا محالة والزلزلة التحريك الشديد والإزعاج العنيف بطريق التكرير بحيث يزيل الأشياء من مقارها ويخرجها عن مراكزها وإضافتها إلى الساعة إما إضافة المصدر إلى فاعله على المجاز الحكمى كأنها هي التي تزلزل الأشياء أو إضافته إلى الظرف إما بإجرائه مجرى المفعول به إتساعا أوبتقدير في كما في قوله تعالى بل مكر الليل والنهار وهي الزلزلة المذكورة في قوله تعالى إذا زلزلت الأرض زلزالها عن الحسن أنها تكون يوم القيامة وعن ابن عباس Bهما زلزلة الساعة قيامها وعن علقمة والشعبي انها قبل طلوع الشمس من مغربها فإضافتها إلى الساعة حينئذ لكونها من أشراطها وفي التعبير عنها بالشيء إيذان بأن العقول قاصرة عن إدراك كنهها والعبارة ضيقة لا تحيط بها إلا على وجه الإبهام وقوله تعالى يوم ترونها منتصب بما بعده قدم عليه اهتماما به والضمير للزلزلة أي وقت رؤيتكم إياها ومشاهدتكم لهول مطلعها تذهل كل مرضعة أي مباشرة للإرضاع عما أرضعت أي تغفل مع دهشة عما هي بصدد