4546 - النساء استبدال السلعة بالثمن أي أخذها بدلا منه أخذا ناشئا عن الرغبه فيها و الإعراض عنه للإيذان بكمال رغبتهم في الضلاله التي حقها أن يعرض عنها كل الإعراض و إعراضهم عن الهدايه التي يتنافس فيها المتنافسون و فيه من التسجيل على نهاية سخافة عقولهم و غاية ركاكة آرائهم ما لا يخفى حيث صورت حالهم بصورة ما لا يكاد يتعاطاه أحد ممن له أدنى تمييز و ليس المراد بالضلالة جنسها الحاصل لهم من قبل حتى يخل بمعنى الاشتراء المنبئ عن تأخرها عنه بل هو فردها الكامل و هو عنادهم و تماديهم في الكفر بعد ما علموا بشأن النبي و تيقنوا بحقية دينه و أنه هو النبي العربي المبشر به في التوراة و لا ريب في أن هذه الرتبة لم تكن حاصلة لهم قبل ذلك و قد مر في أوائل سورة البقرة .
ويريدون عطف على يشترون شريك له في بيان محل التشنيع و التعجيب و صيغة المضارع فيهما للدلالة على الاستمرار التجددي فإن تجدد حكم اشترائهم المذكور و تكرر العمل بموجبه في قوة تجدد نفسه و تكرره أي لا يكتفون بضلال أنفسهم بل يريدون بما فعلوا من كتمان نعوته عليه السلام .
أن تضلوا أنتم أيضا أيها المؤمنون .
السبيل المستقيم الموصل إلى الحق .
و الله أعلم أي منكم .
بأعدائكم جميعا و من جملتهم هؤلاء و قد أخبركم بعداوتهم لكم و ما يريدون بكم لتكونوا على حذر منهم و من مخالطتهم أو هو أعلم بحالهم و مآل أمرهم و الجملة معترضة لتقرير ارادتهم المذكورة .
و كفى بالله وليا في جميع أموركم و مصالحكم .
و كفى بالله نصيرا في كل المواطن فثقوا به و اكتفوا بولايته و نصرته ولا تتولوا ولا تبالوا بهم و بما يسومونكم من السوء فإنه تعالى يكفيكم مكرهم و شرهم ففيه وعد و وعيد و الباء مزيدة في فاعل كفى لتأكيد الاتصال الإسنادي بالاتصال الإضافي و تكرير الفعل في الجملتين مع إظهار الجلالة في مقام الإضمار لا سيما في الثاني لتقوية استقلالها المناسب للإعتراض و تأكيد كفياتة عز و جل في كل من الولاية و النصرة و الإ شعار بعليتهما فإن الالوهية من موجباتهما لا محالة .
من الذين هادوا قيل هو بيان لأعدائكم و ما بينهما إعتراض و فيه أنه لا وجه لتخصيص علمه سبحانه بطائفة من أعدائهم لا سيما في معرض الإعتراض الذي حقه العموم و الإطلاق و إنتظام ما هو المقصود في المقام إنتظاما أوليا كما أشير اليه و قيل هو صلة لنصير أي ينصركم من الذين هادوا كما في قوله تعالى فمن ينصرني من الله و فيه ما فيه من تحجير واسع نصرته عز و جل مع أنه لا داعي إلى وضع الموصول موضع ضمير الأعداء لأن ما في حيز الصلة ليس بوصف ملائم للنصر و قيل هو خبر مبتدأ محذوف وقع قوله تعالى .
يحرفون الكلم عن مواضعه صفة له أي من الذين هادوا قوم أو فريق يحرفون الخ و فيه أنه يقتضي كون الفريق السابق بمعزل من التحريف الذي هو المصداق لإشترائهم في الحقيقة فالذي يليق بشأن