[2] ________________________________________ = = فلان سورة المزمل من أوائل السور النازلة على النبي صلى الله عليه وآله، وقد قيل بأنها ثالث ثلاثة: نزلت أولا سورة العلق ثم القلم ثم المزمل، وان كان لا يخلو عن بعد بملاحظة مضمون الايات الكريمة. وكيف كان، لازم قوله عزوجل: (ورتل القرآن ترتيلا) نزول صدر السورة وفيها هذه الاية الشريفة - في ظرف كان يمكن قراءة سور القرآن منسقا ومنضدا ومرتلا في تهجد واحد، ولعله لم تكن السور النازلة قبلها تربو على عدد الاصابع، وسيأتى تأييد ذلك في الاية المتممة للعشرين من هذه السورة. وأما الترتيل: فهو معنى لا يتعلق الا بالشئ ذى الاجزاء المختلفة والمراد تنسيق تلك الاجزاء وتنضيدها أحسن نضد واتساق، وانتظامها سلكا واحدا يقع كل جزء موقعه الخاص به المناسب له من حيث الترتيب، يقال ثغر مرتل: إذا كان مستوى النبات حسن التنضيد، كلام رتل: حسن التأليف، ترتل في الكلام: ترسل وتأنق في قراءته بتبيين الحروف وأداء الوقوف وحسن تنسيقها، لا يندمج بعضها في بعض. وأما القرآن الكريم، فلما كان مشتملا على سور متعددة، وكل سورة في طيها آيات وكل آية مركب من جملات، وكل جملة من كلمات، وكل كلمة من حروف، كان ترتيل القرآن بقراءته سورة بعد سورة لا أقل من قراءة سورتين في ركعة، ليتم معنى التنسيق والتنضيد وترتيل السورة بقراءة آياتها مرتبة منسقة من دون تقديم وتأخير بين. آياتها المتناسقة وبلا زيادة فيها ونقيصة منها، ومنه الوقف عند تمام الاية الشريفة - كما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وآله لئلا يندمج الاية في الاية. وأما ترتيل الاية فبقراءة جملاتها منظمة مترسلة ومنه حفظ الوقوف، وترتيل الجملة بقراءة الكلمات بعضها اثر بعض من دون ريث وسكتة، ومنه رعاية الوقف بالحركة و الوصل بالسكون، وترتيل الكلمة بترسيل الحروف متسقة وتبيينها من مخارجها منتظمة لا يندمج بعضها في بعض. ومن الترتيل وحسن الترسل في القراءة أن يتانق في اعلاء صوته حين القراءة كما = [*] ________________________________________