[ 1 ] الخرائج والجرائح قطب الدين الراوندي ج 1 ________________________________________ الخرائج والجرائح للفقيه المحدث والمفسر الكبير قطب الدين الراوندي قدس سره المتوفي سنة 573 هجرية مزاره بصحن الحضرة الفاطمية قم المقدسة الجزء الاول في معجزات النبي والائمة عليهم السلام تحقيق ونشر مؤسسة الامام المهدي عليه السلام قم المقدسة بسم الله الرحمن الرحيم تقديم: الحمد لله الذي يروي وجود نظام حقائق الكون ونواميس الحياة المحكمة، وجوب وجوده وسعة علمه وقدرته اللامتناهية، كما تروي آيات ذكره الحكيم نزرا من أنباء الغيب، وبعضا من أحاديث معجزات أنبيائه ورسله الالهية. وأكمل صلواته على أمين وحيه، وخاتم سفرائه، محمد رسول الله، وعلى آله المصطفين الذين أورثهم الله كتاب وحيه، وجعلهم مجارى أمره، ومجالى آياته ومعجزاته، فبعثوا الفقهاء امناء على حفظ أحاديث معجزات رسول الله والائمة الاثنى عشر من آله وروايتها. وبعد: فمن الذين حفظوا عنهم عليهم السلام مواريث النبوة في صحائفهم وكتبهم شيخنا الاقدم مؤلف هذا الكتاب " قطب الدين الراوندي، قدس سره ". فإنه أودع في سفره القيم هذا كتاب " الخرائج والجرائح " لمعا من الاحاديث في معجزات النبي والائمة عليهم السلام وأعلامهم ودلائلهم (تسننا) بما قال جل وعلا: " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ". وليكون هذا بصائر للناس، وليستيقن الذين اوتوا العلم بما يتفكرون في آياته، وليؤمنوا بالغيب: " بالله وملائكته ووحيه وكتبه ورسله ويوم لقائه "، وليعلم الذين سعوا في آيات الله معاجزين أنه ما كان الله ليعجزه شئ في السماوات ولا في الارض. مفهوم الاعجاز: هنا لابد من الاشارة إلى معنى الاعجاز، فهو مطلقا: اتيان شئ وإيجاد ما يعجز عنه غير فاعله، كما أشار إليه تعالى في قوله: " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له " و " قل لئن اجتمعت الجن والانس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ". فعلى هذا كان الاعجاز المطلق خاصا بالله القادر الذي بيده ملكوت كل شئ وهو بكل خلق عليم، وعن كل سبب غني، لا يعجزه شئ مما في السماوات والارض، وليس كمثله شئ فإن له الخلق والامر، يقول - أو يأذن لصفيه ورسوله أن يقول - لشئ: " كن. فيكون ". علما بأنه ليس من الاعجاز اتيان شئ بأسبابه الطبيعية العادية أو الرياضية حين تتكامل الصنعة في شتى العلوم المعاصرة أو المستقبلة، فإن التقدم في اكتشاف نواميس الطبيعة وحل رموزها التي فطرها الله تعالى، وقدر فيها أقواتها، أو استخدام القوى والاسباب في الصنائع البديعة، ليس في حقيقته اعجازا، بل فضلا لمكتشفه أو صانعه من بين أقرانه. ________________________________________