معي لعلك ترى أثر ذلك عليه قال فمشى معها فلما دخل إلى ابنها نظر إلى نور العبادة يتقد بين عينيه فقال له عبدالله بن مسعود بأبي أنت وأمي يا خاطب الحور العين بأبي أنت وأمي يا طالب دار السلام بأبي أنت وأمي يا من قد اشتاق إلى أبي القاسم A وأصحابه قال فحدثني قال شعرت يا حبيبي انه من دخل النار جريحا لا يداوى جرحه أبدا وشعرت يا حبيبي انه من دخل النار كسيرا لا يجبر كسره أبدا حبيبي إن أهل النار منها يأكلون ومنها يشربون وفي أدراكها يتقلبون وبمقامع الحديد إلى قعرها يضربون ويردون قال فصفق الفتى صعقة خر مغشيا عليه قال فأتت أمه فوضعت يدها على رأسه ثم قالت يا صاحب رسول الله إنما جئت بك إلى ابني لتعظه إلم أجئ بك لتقتله قال فصب على وجهه من الماء فأفاق قال عبدالله بن مسعود يا هذا إن لنفسك عليك حقا ولبدنك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه قال يا صاحب رسول الله ما رأيت الخيل وهي في الميدان قال بلى قد رأيتها قال فأيها رأيت المبادر قال المضمر المخف قال فأنا أحب أن أضمر نفسي لعل الله يبلغ بي غاية المتقين فقال له وفقك الله وأرشدك .
أخبرنا علي بن يعقوب في كتابه وحدثني عنه عثمان قال ثنا جعفر بن أحمد ثنا أحمد ابن أبي الحواري ثنا أبوعبدالله الهمداني عن عبدالله بن وهب قال إن في الجنة غرفة يقال لها العالية فيها حوراء يقال لها الغنجة إذا أراد ولي الله يأتيها أتاها جبريل فناداها فقامت على أطراف أصابعها معها أربعة آلاف وصيفة يحملن ذيلها وذوائبها يبخرنها بمجامر بلا نار قال أبو عبدالله فغشي على ابن وهب فحمل فأدخل منزله فلم يزل يعودونه حتى مات C 466 .
أبو يزيد البسطامي .
قال الشيخ الحافظ أبو نعيم C ومنهم التائه الوحيد الهائم الفريد البسطامي أبو يزيد تاه فغاب وهام فآب غاب عن المحدودات إلى موجد المحسوسات والمعدومات فاروق الخلق وافق الحق فأيد بأخلاء السرو أمد