@ 355 @ إلى أواخر كتاب الصلوة وهذا المجلد الذى وقفت عليه هو بخط الحافظ ابن حجر وفيه بخط مصنفه وهو شرح حافل ممتع فيه فوايد لا توجد فى غيره ولا سيما في الكلام على أحاديث ( ) الترمذى وجميع ما يشير اليه في الباب وفى نقل المذاهب على نمط غريب وأسلوب عجيب ومن مصنفاته الاستعاذة بالواحد من إقامة جمعتين فى مكان واحد وتكملة شرح المهذب للنووى واستدرك على المهمات للاسنوى ونظم المنهاج للبيضاوى وغيرذلك وولى تدريس الحديث بدار الحديث الكاملية والظاهرية وجامع ابن طولون وحج مرارا وجاور وأملى هنالك وولى قضاء المدينة النبوية وخطابتها وإمامتها فى ثانى عشر جمادى الاولى سنة 788 ثم صرف بعد مضي ثلاث سنين وخمسة أشهر وعاد إلى القاهرة فشرع فى الاملاء من سنة 895 فاملى أربعمائة مجلس وستة عشر مجلسا وكان منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار نزر الكلام طارحا للتكلف ضيق العيش شديد التوقى فى الطهارة لا يعتمد إلا على نفسه أو على رفيقه الهيثمى وكان كثير الحياء منجمعا عن الناس حسن النادرة والفكاهة قال تلميذه الحافظ ابن حجر وقد لازمته مدة فلم أره ترك قيام الليل بل صار كالمألوف ويتطوع بصيام ثلاثة أيام فى كل شهر وقد رزق السعادة فى ولده الولى فانه كان إماما كما تقدم فى ترجمته وفى رفيقه الهيثمي فانه كان حافظا كبيرا ورزق ايضا السعادة فى تلامذته فان منهم الحافظ ابن حجر وطبقته وكان عالما بالنحو واللغة والغريب والقراءات والفقه وأصوله غير أنه غلب عليه الحديث فاشتهر به وانفرد بمعرفته وقد ترجمه جماعة من معاصريه ومن تلامذته ومن بعدهم وأثنوا عليه جميعا وبالغوا فى تعظيمه ورثاه ابن الجزرى فقال