@ 144 @ بالحق لا يحابى فيه أحدا ونعمت الجرآة وقال ابن كثير كان ملازما للاشتغال ليلا ونهارا كثير الصلاة والتلاوة حسن الخلق كثير التودد لا يحسد ولا يحقد إلى أن قال لا أعرف في زماننا من أهل العلم أكثر عبادة منه وكان يطيل الصلاة جدا ويمد ركوعها وسجودها وكان يقصد للإفتاء بمسئلة الطلاق وكان إذا صلى الصبح جلس مكانه يذكر الله تعالى حتى يتعالى النهار ويقول هذه غذوتى لو لم أفعلها سقطت قواى وكان يقول بالصبر والتيسير تنال الإمامة في الدين .
وكان يقول لا بد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه وكان مغرى بجمع الكتب فحصل منها ما لا تحصر حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرا طويلا سوى ما اصطفوه لأنفسهم منها وله من التصانيف الهدي وأعلام الموقعين وبدائع الفوائد وطرق السعادتين وشرح منازل السائرين والقضاء والقدر وجلاء الإفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ومصايد الشيطان ومفاتيح دار السعادة والروح .
وحادى الأرواح ورفع اليدين والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة .
والداء والدواء ومولد النبى صلى الله عليه وسلم والجواب الشافي لمن سأله عن ثمرة الدعاء إذا كان ما قد قدر واقع .
وغير ذلك وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف قال ابن حجر في الدرر قال وهو طويل النفس فيها يتعانى الإيضاح جهده فيسهب جدا ومعظمها من كلام شيخه متصرف في ذلك وله ملكة قوية ولا يزال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لها انتهى .
وله من حسن التصرف مع العذوبة الزائدة وحسن السياق مالا يقدر عليه غالب المصنفين بحيث تعشق الأفهام كلامه وتميل إليه الأذهان وتحبه القلوب وليس له على غير