@ 162 @ في الغرام وكابن الثمانين في الهرم وضعف البنية ويغلب على الظن أنه مات عشقا فإنه كان قبل موته يهيم ببعض الملاح ثم أخبرنا من كان يتردد إليه في مرض موته بأوصاف لذلك المرض يقوى ما ذكرناه والله أعلم .
وكان قليل ذات اليد ضيق العيش صابرا على مكابدة الحاجة وكنت اتعجب من تسلط الغرام عليه مع ضعف البدن وكثرة الأمراض ومزيد الفقر وعلو السن وهو لا يكره نسبة ما ذكرته إليه فإنى كنت امازحه قبل تحرير هذه التراجم بزيادة على خمس سنين أنى سأكتب له ترجمة أذكر فيها ماصار فيه من مكابدة غرام بعد غرام وهيام عقب هيام فكان يأذن بذلك ولو علمت أنه يكرهه ما ذكرته لأنى صنت هذا الكتاب عن ذكر المعايب وطهرته عن نشر المثالب لا كما يفعله كثير من المترجمين من الاستكثار من ذلك فإن الغيبة قبيحة إذا كانت بفلتات اللسان التى لا تحفظ ولا يبقى أثرها بل تنسى في ساعتها فكيف بها إذا حررت بالأقلام وبقيت أعواما ولا سيما إذا لم يتعلق بها غرض الجرح والتعديل فإنها من حصايد الألسنة التى تكب صاحبها على منخره في نار جهنم نسأل الله السلامة .
ومن نظمه رحمه الله ما كتبه إلى خليفة العصر حفظه الله عند ان ولانى القضاء وهى هذه الأبيات وذكر آخرها تاريخ ذلك .
( قل للإمام أدام الله دولته % ما دار نجم على الآفاق أو أفلا ) .
( لقد رميت فما أخطأت منتقدا % عين الإصابة في الأعلام والنبلا ) .
( لما رأيت ولاة الحكم قد قصرت % عين الكمال الذى يرضى به الكملا ) .
( اخترت عز المعالى للعلا علما % هذا لعمرى هو الرأى المنيف علا ) .
( طوقت جيد زمان انت مالكه % طوقا من الدر استحلى به فحلا )