@ 281 @ وحمل عنهم شيئا كثيرا ثم دخل اليمن فوصل إلى زبيد في سنة 796 بعد وفاة قاضى الأقضية باليمن كله الجمال الريمى شارح التنبيه فتلقاه الملك الأشرف إسماعيل بالقبول وبالغ في اكرامه وصرف له ألف دينار سوى ألف كان أمر ناظر عدن يجهزه بها واستمر مقيما لديه ينشر العلم فكثر الانتفاع به وبعد مضى نحو سنة اضاف إليه قضاء اليمن كله بعد ابن عجيل فقصده الطلبة وقرأ عليه السلطان فمن دونه في الحديث واستقر قدمه بزبيد إلى أن مات وكان السلطان الأشرف قد تزوج ابنته لمزيد جمالها ونال منه برا ورفعة بحيث صنف له كتابا وأهداه على أطباق فملأها له دراهم وفي أثناء هذه المدة قدم مكة مرارا فجاور بها وبالمدينة وطائف وعمل مآثر حسنة وكان زائد الحظ مقبولا عند السلاطين فلم يدخل بلدا إلا وأكرمه صاحبها مع كثرة دخوله إلى الممالك ومن جملة المكرمين له تيمورلنك وسلطان الروم ابن عثمان وشاه منصور صاحب تبريز وأحمد ابن أويس صاحب بغداد والأشرف صاحب اليمن وغيرهم ووصل إليه من عطاياهم شيء كثير فاقتنى من ذلك كتبا نفيسة حتى قال انه اشترى منها بخمسين ألف مثقال من الذهب وكان لا يسافر إلا ومعه منها عدة أحمال ويخرج أكثرها في كل منزل فينظر فيها ثم يعيدها وكانت له دنيا طائلة ولكنه كان لا يدفعها إلى من يسرف في انفاقها بحيث انه قد يملق أحيانا فيبيع بعض كتبه .
وله مصنفات كثيرة نافعة منها في التفسير لطائف ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيز في مجلدات وتنوير المقباس في تفسير ابن عباس أربع مجلدات وتيسير فاتحة الاياب في تفسير فاتحة الكتاب