@ 299 @ بظاهرها وبنى بها قلعة عظيمة وفى عشر الحجة حصل مهادنة بين قانصوه وبين الامام الى سنة أربعين بعد الالف وأرسل اليه محمد ولى وجماعة من أعيانه فكساهم وأنعم عليهم ثم رجعوا الى المخا وفى أربع عشر الحجة طلب قانصوه يوسف الكتخدا فأمر بضرب عنقه فى الديوان فقام عليه العسكر وحصروه فى القلعة نحو خمسة عشر يوما فصالحهم بزيادة فى علائفهم وشرطوا عليه قبض سبعة أنفار من جماعته اثنان قتلوهما وأربعة أودعوهم كران والسابع فر بنفسه ونجا ثم حصل بينه وبين العسكر منافسة فأحاطوا به ورسموا عليه ثلاثة أيام وحبسوا أكابر الامراء بالمخا ثم اتفق الصلح بينهم على زيادة فى علائفهم ثم كان فى كل شهر يحدث بينه وبين العسكر حوادث حتى استحال جماعة منهم الى الزيدية وعزم من عزم منهم الى الشام ولم تزل الشحناء بينهم ثم فى سنة خمس وأربعين حصلت وقعة بين قانصوه وبين الحسن وقتل جماعة من الفريقين ثم فى شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة خرج قانصوه الى الحسن ودخل تحت طاعته وصار من أتباعه ثم جهزه الحسن يوم الاثنين ثالث جمادى الاولى وأعطاه نحو خمسين حصانا بسلاحها وعددها ونحو خمسين جملا باحمالها وجملة من الاموال وجهز معه جماعة وجعل صحبتهم السيد التقى بن ابراهيم الى مكة فوصل اليها ومكث بها أياما ثم توجه الى الروم ومات بها وكانت وفاته فى نيف وستين وألف $ حرف الكاف $ .
كمال بن مرعى العيثاوى الدمشقى الفقيه الشافعى كان من الفقهاء الاجلاء درس بجامع دمشق وانتفع به جماعة من الفضلاء وكان متقشفا صلبا فى دينه كثير الصلف مخالطا للعلماء منخرطا فى سلكهم يراجعه الناس فى مهامهم وكان وافر الحرمة مقبول الكلمة عند العوام وكانت وفاته سنة ست وثمانين وألف .
كيوان بن عبد الله أحد كبراء أجناد الشام كان فى الاصل مملوكا لرضوان باشا نائب غزة ثم صار من الجند الشامى وسرداراً عند صوباشى الصالحية فنزع الى التعدى وأخذ الناس بالتهمة وتطاول الى أخذ أملاكهم حتى استولى على أكثر بساتين الربوة والمزة وضم بعضها الى بعض وكان اذا أخذ حصة فى مكان احتال على الشركاء فيه حتى يأخذ أشقاصهم طوعاً أو كرها وكان يساعده على ذلك نواب محكمة الباب