@ 304 @ وأتى للمنتهى والقاصر بما يريده حتى لم يفتح الطالبون بعدها كتابا فى الفن الا المتوسع المتبحر وقد صارت الشروح كالمنسوخة بالمناهل وكان العلامة أحمد بن يحيى بن حابس أراد التقريب لنجم الائمة على أفهام الطلبة فلما رأى هذا الكتاب أعرض عن ذلك وقال اذا جاء نهر الله بطل نهر معقل وله عليها حاشية وولع بهذا الكتاب من رآه ولقد جعله شيخنا القيروانى من فوائد سفره الى اليمن واعتنى بتملكه وله شرح على الكافية لكنه ما تم له ومن أعجب كتبه الايجاز فى علمي المعانى والبيان شرحه شرحا مفيدا أتى فيه بزبد المقالات لاهل الفن وله الحاشية المفيدة على شرح التلخيص المختصر للسعد وهى حاشية مفيدة ما تناقل الناس بعدها غيرها وكانت حاشية العلامة الخطائى كثيرة الدوران وان لم تكن كاملة فألقاها الناس وحاشية حفيد الشارح وغيرهما ولم يسمها الشيخ باسم فسماها السيد الامام صلاح بن أحمد بن المهدى المؤيدى بالوشاح على عروس الافراح والسيد اختار هذا الاسم بناء منه على أن الشرح الصغير يسمى بعروس الافراح وهو كذلك شائع فى الطلبة وليس كذلك انما عروس الافراح شرح السبكى ونعما هو فانه شرح مفيد جدا وله أيضا شرح على الفصول اللؤلؤية لم يتم له بلغ فيه الى العموم وهو كتاب منقح مفيد وكان قد اشتغل بكتاب يفك فيه العبارات المبهمة فى الازهار ولم يكن قد علم بالفتح لانه كان يومئذ بالطائف فلما وصل الى اليمن اطلع على كتاب يحيى ابن حميد المسمى بفتح الغفار وشرحه المسمى بالشموس والاقمار فاكتفى بذلك لموافقته لما أراد وله فى الطب ملكة عظيمة كان الامام القاسم وهو من علماء هذا الفن يقول الشيخ بلطف الله طبيب ماهر ومع ذلك لم يتظهر بهذا الفن ورعا وله فى علم الجفر والزيجات وغيرها ادراك كامل وكان قد أراد القاء شئ الى تلميذه السيد الحسين بن الامام القاسم فانه أرسل اليه قبل وفاته أن يبعث اليه بالقاضى العلامة أحمد بن صالح العنيسى ليستودعه شيئا من مكنون علمه فوصل القاضى وقد نقله الله الى جواره وله أرجوزة مثل الارجوزة المسماة برياضة الصبيان وكان كابن الهائم فى الفرائض والحساب اليه النهاية فى هذا العلم وكتب جعفر بن وبير العنقاوى الحسنى أيام اقامته بمكة فانه أسلف فى مكة أياما غرا واختلط بالفضلاء واختلطوا به وكان مجللا مكرما اليه كتابا يلتمس منه تأليف كتاب فى الفرائض والفقه ولفظه