@ 497 @ السيئة بصفات محمودة وحكى أنه قال ولاّني النبي & هذه البلدة أو هذا القطر ثم قصده الناس فتخرج به جمع كثير وكان له يد طولى في العلوم الشرعية والفنون العربية لكن غلب عليه التصوف وكان الشيخ عمر بن عبد الله العيدروس إذا جاءته مسئلة في ا لتصوف أرسلها إليه ليجيب عنها فيجيب بأحسن جواب وكانت العلوم نصب عينيه وكان متقناً لعلم الأسماء والحروف ودوائر الأولياء ومقامات الموقنين وعلم الأسرار ومدد الأذكار حتى قيل إنه يعرف الاسم الأعظم والحجر المكرم وكان زاهداً في الدنيا وكانت الوزراء والأمراء يطلبون الاجتماع به فيمتنع من زهده أنه لم يتعلق في الدنيا بسبب من أسبابها ومات ولم يخلف شيئاً وبلغ من جميع الصفات الكاملة ما لم يبلغه أحد وكان العارف بالله تعالى السيد أبو بكر المعروف بصائم الدهر يعظمه ويزوره إلى بيته وكان يرى النبي & وقال رأيت النبي & كأني أنا والسيد علي بأسعد بين يديه فألبس النبي & بيده المباركة الشريفة السيد علي بأسعد طاقية وأمره أن يلبسني فألبسني إياها بأمر النبي & وكان له تصرف في الموجودات وظهرت له كرامات منها أنه أخبر بعض أصحابه بكائنة تحدث في سنة أربع فوقع الأمر بعد أن أخبر كما ذكر وأخبر بواقعة الشيخ الصديق الخاص وأنه يقتل فقتل الشيخ الصديق بعد انتقال السيد حاتم بأعوام وصادر بعض الوزراء الظلمة بعض السادة الأشراف وطلب منه مالاً فذكر ذلك للسيد حاتم فقال له أعطه فإنه لا يستطيع أخذه فلما أعطاه وتناوله ذلك الظالم آلمه ألماً شديداً فصاح وتركه وذهب وحكى أنه كان جالساً في الحرم المكي وعنده بعض مريديه فجرى على خاطره أن القطب يكون بمكة وأن يكون الآن فالتفت إليه السيد حاتم وقال له هو الآن على المنبر فقام المريد إلى المنبر فوجد عليه تركياً طويل الشوارب على هيئة الجندي فرجع إلى شيخه وأخبره فقال أتريد أن يأتيك على صورته ويقول لك أنا القطب فرجع إلى المنبر فلم يجد أحداً ومنها أنه أراد السمر فأمر بإحضار البخور والماورد فقيل له فرغ العود فأخرج من تحت البساط عوداً فاخر فقال تلميذه علي الجازاني هذا العود من معدنه ومنها أن خادمه قال له يوماً ليس عندنا ما نشتري به القوت فأخرج له دراهم من المنديل فقال له عهدي بالمنديل فارغاً فقال لنا رخصة في التصرف بقدر الحاجة مما يباح لنا أخذه وحكى