@ 172 @ لوازم الخدمة وطالما طمعت الآمال بذلك مرارا ولو مرورا وربما خطر ذلك في القلب فملأه ذلك الخاطر سرورا على أننا لم نيأس من روح الله أن يمن بلقائه وأن يكحل العين باثمد بهائه انتهى وكان في آخر أمره ولع بعلم النجوم واستخراج بعض المغيبات المتعلقة بامور السلطنة هو وبعض أخذان له كان يأنس بهم من جملتهم عبد الباقي بن مصطفى المتخلص بوجدي الشاعر المشهور في الروم فوصل خبرهم إلى الوزير الكوبري فسعى في قتلهم فقتلوا في رابع شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وألف والشرواني بكسر الشين وسكون الراء وفتح الواو ثم ألف ونون نسبة إلى بلدة بالعجم خرج منها علماء وفضلاء من أجلهم والد صاحب الترجمة وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى .
روحي الشاعر البغدادي المشهور كان من أعاجيب الدنيا في صنعة الشعر التركي له التخيلات اللطيفة والألفاظ الرشيقة وديوانه مشهور يوجد كثيرا بأيدي الناس وكان على أسلوب السياح وله في سياحته ماجريات ووقائع كثيرة واستقر آخر أمره بدمشق وكنت سمعت خبرة قديما من المرحوم الدرويش عيسى العينتابي نزيل دمشق وكان كثيرا ما يلهج بأخباره ويورد ماجرياته وينشد أشعاره واظنه لم يدركه الإسنا لا اجتماعه فروايته لأخباره عن سماع وذكر أن وفاته كانت سنة أربع عشرة بعد الألف بدمشق .
ريحان بن عبد الله الحبشي الأحمدي الشافعي العارف بالله تعالى كان مجاورا بالحجرة شمالي مسجد قباء ذكره النجم في ذيله وقال كان واضح الكشف مجلو المرآة ناقد البصيرة وكان للناس فيه اعتقاد عظيم وكان القاضي عبد الرحمن قاضي المدينة عمر له مسجدا قديما خارج باب المصري وعمر له في جانبه بيتا لطيفا فسكن به وتزوج قال زرته أنا وولدي بدر الدين واستأجزت له فأجازه وألبسه الخرقة الأحمدية بحضوري وصار بيننا مؤاخاة وكانت وفاته في سنة خمس عشرة بعد الألف رحمه الله $ ( حرف الزاي ) $ .
زكريا بن إبراهيم بن عبد العظيم بن أحمد أبو يحيى المعري المقدسي الحنفي الإمام القدوة المعتبر رحل إلى مصر وأخذ بها التفسير والحديث عن الشيخ منصور سبط الطبلاوي الشافعي وكان فقيها مفسرا له باع طويل في كثير من الفنون وولي إفتاء الحنفية بالقدس ودرس وأفاد وانتفع به خلق كثير في الفقه