@ 260 @ الإسلام محمد بن عبد الحليم البرسوي وقد رجع من الحج فجاءه قضاء القدس فتوجه معه وخدمه في نيابة غزة ثم قدم في خدمته إلى الشام بعد أن عزل وكان أمر بالتوجه إلى وطنه بروسه فصحبه إلى الروم وسافرت أنا معهم ودخلنا بروسة في خدمة المولى المذكور ثم فارقناه وتوجهنا بحراً إلى ناحية أدرنة والدولة إذ ذاك بها فوصلناها وأقمنا بها مدة ثم لما توجه السلطان محمد إلى قسطنطينية جئت أنا وإياه إليها فولي بها قضاء معرة المصريين وتوجه إليها وضبطها ورجع إلى الروم وأنا مقيم بها ثم أعطى قضاء معرة المصريين ثانياً وسافر إليها فصحبته في الطريق إلى أن وصلنا إلى أنطاكية ثم افترقنا ولم يقدر الله تعالى بعد ذلك اجتماعاً فإني قدمت إلى دمشق وألقيت بها عصا الترحال ووصل هو إلى قضائه وضبط المنصب وعزل عنه ثم سافر إلى الروم وولي قضاء سرمين ووصل إليها فتوفي بها وهو قاض وكانت وفاته في ثامن شهر رمضان سنة سبع وتسعين وألف عن ستين سنة رحمه الله تعالى $ ( حرف الضاد المعجمة خالي ) $ $ ( حرف الطاء المهملة المشالة ) $ .
طعيمة الصعيدي المصري الصوفي الكبير كان مؤدب الأطفال بأشمون الصعيد نظر في العلوم وتكلم في الكلام واشتغل بمذهب الشافعي على جهابذة العلماء وطاف البلاد وغلب عليه الحال وعكف على التصوف ولقي من القوم رجالاً وأقبلت عليه الأعيان ونوه بذكره بعض علماء وقته وصار كالشيخ محمد بن الترجمان الآتي ذكره في طائفة من معتقديه ومتبعيه ومن كراماته ما ذكره بعضهم أنه كان يتهجد بالقرآن ويمكث الليالي والأيام يأكل ويشرب ولا يحتاج للتوجه للبراز ولم يزل على هذا الحال إلى أن توجه لزيارة القدس فقتله بعض أرباب الحال وكانت وفاته في سنة خمس بعد الألف قلت كثيراً ما يذكر المؤرخون أن فلاناً قتل بالحال وشبهه وفي سؤال مشهور في كتب الشافعية أنه هل يجوز القتل بالحال وهل فيه قصاص أم لا في التحفة لابن حجر تفصيله وأما علماؤنا الحنفية فلم أر لهم فيه شيئاً والله أعلم .
طه بن صالح بن يحيى بن قاضي القضاة وشيخ الإسلام نجم الدين أبي البركات محمد المكنى بأبي الرضا الديري المقدسي الحنفي أخذ العلم عن مشايخ عدة أجلهم الشيخ رضي الدين اللطفي مفسر القرآن وكان معيداً لدرسه التفسير بالباب القبلي في الصخرة وكانت له اليد الطولى في علم الأصول والنحو والتفسير وولي نيابة الحكم وكتابة الصكوك بالقدس من سنة اثنتين وعشرين وألف إلى سنة اثنتين وأربعين وحج