مغضبا وقال يا شيخ تحذرنا من الدنيا وتأتينا بها ثم رد الباب في وجهي ودخل فرجعت منكسرا إلى بيتي .
ثم قلت في نفسي لا بد أن أعود إليه فأعتذر فأتيته في اليوم الثاني فطرقت الباب مرارا فلم يجبني أحد وإذا امرأة من الجيران تقول مالك يا رجل فقلت لها ما فعل أهل هذه الدار فقالت كان في هذه الدار رجل مع والدته وكنا نتبرك بهم فجاء بالأمس شيطان فكلمهم بما كرهوا فانتقلوا عنا .
قال فعدت وأنا شديد الحزن على ما فعلت وجعلت أتفقد مجلسي ولا أرى الرجل .
فلما كان يوم عرفة وأنا أتكلم على الناس رأيته في أواخرهم فلم أنقضى المجلس مضيت إليه وسلمت عليه فرد علي وقال لا تعد ما فات ولا تقل شيئا فلولا أني أعتقد كلامك دواء لقلبي لم أحضر وإنما غبت عنك لأنا إنتقلنا إلى مكان آخر حتى لا نعرف فقلت ما آتيت إلا معتذرا وما أعود ثم فارقته