193 عابد آخر .
ابن يزيد بن أسلم قال قال محمد بن المنكدر إني لليلة مواجه هذا المنبر جوف الليل أدعو إذا أنا بإنسان عند أسطوانة مقنع رأسه فأسمعه يقول أي رب إن القحط قد إشتد على عبادك وإني مقسم عليك يارب إلا سقيتهم قال فما كان إلا ساعة إذا سحابة قد أقبلت ثم أرسلها الله عز وجل وكان عزيزا على إبن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير فقال هذا بالمدينة ولا أعرفه فلما سلم الإمام تقنع وانصرف وأتبعه ولم يجلس للقاص حتى أتى دار أنس فدخل موضعا فأخرج مفتاحا ففتح ثم دخل قال فرجعت فلما أصبحت أتيته فإذا أنا أسمع نجرا في بيته فسلمت وقلت أدخل قال أدخل فإذا هو ينجر أقداحا يعملها فقلت كيف أصبحت أصلحك الله قال فاستشهرها وأعظمها مني فلما رأيت ذلك قلت أخي سمعت أقسامك البارحة على الله عز وجل يا أخي هل لك في نفقة تغنيك عن هذا وتفرغك لما تريد من الآخرة قال لا ولكن غيرذلك لاتذكرني لأحد ولاتذكر هذا لأحد حتى أموت ولا تأتني يا ابن المنكدر فإنك إن تأتني تشهرني للناس فقلت إني أحب أن ألقاك قال القني في المسجد وكان فارسيا قال فما ذكر ذلك إبن المنكدر لأحد حتى مات الرجل