@ 186 @ بيوت النمل والنحل ، فإنها مخلوقة لله على أصول الأشعري ، إذ لا يؤثر غيره على أن عدم علم تلك الحيوانات بها محال ، بل بظاهر الكتاب والسنة يدل على علمها ، قال تعالى ( ^ وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ) . ونظائره كثير ، وليس المراد بالعلم في حقه تعالى ما يشبه علم المخلوق ، فإن علمنا عرض ومحدث وقاصر ، ومستفاد من الغير ، وعلمه تعالى صفة أزلية كاملة ذاتية ، يدرك بها كل معلوم على وجه الشمول والإحاطة : واجباً ، أو جائزاً ، أو محالاً كلياً ، أو جزئياً ، يعلم ذلك كما هو بعلم قديم واحد ، ولا تتعدد المعلومات ، ولا تتجدد بتجددها ، أحاط بكل شيء علماً ، فعلمه محيط بكل شيء جملة وتفصيلا ، كلياً وجزئياً ، كيف لا يعلمه وهو خلقه ؟ ( ^ ألا يعلم من خلق ) وقد اشتهر عن الحكماء / أنه لا يعلم الجزئيات المادية بالوجه الجزئي ، بل إنما يعلمها بوجه كلي محتم في الخارج وقد كثر تشنيع الطوائف عليهم في ذلك ، وكفروا من قال به ، حتى أن