ـ(12)ـ
وسمعت أن السيد البروجردي أهدى شيخ الأزهر الراحل عبد المجيد سليم كتاب(المبسوط) للشيخ الطوسي، وكان لهذا الكتاب أثر كبير على الشيخ عبد المجيد، وروى عنه في أواخر حياته قوله:
(سواء حين كنت مفتيا لمصر، أو حين أصبحت بعد ذلك عضوا في لجنة إفتاء الأزهر، متى ما تصديت لمعالجة مسألة للإفتاء كنت أراجع كتاب المبسوط). وكان هذا الشيخ المبجل من مؤسسي(دار التقريب بين المذاهب الإسلاميّة) وعضوا في جماعة التقريب.
وكان السيد الأستاذ يتحدث عن شيوخ الأزهر ويتحدث عن الشيخ محمد عبده وغيرهم من علماء أهل السنة بتقدير وإجلال، كما أنه كان يراجع دائما كتاب(بداية المجتهد ونهاية المقتصد) لابن رشد الأندلسي باعتباره من أحسن الكتب في الفقه المقارن. وطالما رأيت الكتاب مفتوحا أمامه على منضدته. وتعرف طلابه على هذا الكتاب عن طريقه(1)
وهذه هي خصائص المدرسة الإسلاميّة الأصيلة في التعامل بين العلماء، والحوار بين المذاهب.
والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة يستهدف أن يواصل جهود السلف الصالح من العلماء في إحلال التفاهم وإبعاد التناحر والتباغض، فتلك ضرورة لابد منها لعودة(الأمة الواحدة) وما ذلك على الله سبحانه وتعالى بعزيز.
______________________
1 ـ لنا مقال حول هذا الكتاب بعنوان(ابن رشد المالكي والفقه المقارن) ألقيناه في ندوة ابن رشد في الكويت ونشر في(رسالة التقريب) العدد 8.