ـ(174)ـ
وتعمل في دأب وإصرار لبلوغ الأهداف المرسومة لها، ومن أجل هذا كانت الدعوة إلى التقريب بين المذاهب وصولا إلى التعاون الكامل بين كل طوائف الأمة ضرورة دينية، وحياتية.
وحتى تكون هذه الدعوة خطوة جادة عملية على طريق وحدة الأمة ينبغي أن تواجه كل ما تتعرض له من شبهات أو مثبطات بالحكمة والمصارحة والمجادلة بالتي هي أحسن، ولا يكفي أن نقيم لها مؤتمرات أو ندوات أو دراسات دون أن ندفع عن الطريق كل الأشواك والعقبات.
وأذكر أنه عقد في كلية الشريعة بجامعة قطر منذ عدة سنوات ندوة حول التقريب، وبعدها تلقيت من بعض الإخوة عدة دراسات تثير الشكوك والشبهات وتكاد تجزم بأن التقريب ليس وسيلة لوحدة الأمة، لأن هناك اختلافات جوهرية في قضايا العقيدة، وأحداث التاريخ ومصادر الأفكار والآراء، وجرى بيني وبين بعض من أثق في إخلاصهم حول العمل الإسلامي، الذي يكفل التعاون والتناصر في مواجهة القوى المضادة التي تتربص بالمسلمين كافة، حديث في موضوع التقريب، فقال: إنّ التعاون بين المسلمين جميعا أمر مهم وضروري ولا يعارضه مسلم عاقل، ولكن هذا شيء، والدعوة إلى التقريب شيء آخر، فالفجوة عميقة في مجالات كثيرة، وردم هذه الفجوة لا سبيل إليه بحال من الأحوال ما دامت كل طائفة ترى أنها بما تؤمن به هي وحدها على الحق وسواها على الباطل. وأطمع في كلمتي القادمة بإذن الله أن أعرض لكل الشبهات التي وقفت عليها حول مسار الدعوة إلى التقريب لعل في ذلك ما ينير الدرب ويزيل اللبس، وينفي سوء الظن، ويحقق التآخي الصحيح على حد تعبير الدكتور زكي مبارك ـ رحمه الله ـ والله يتولانا جميعا بهدايته وتوفيقه.