ـ(199)ـ
رؤياك شهرت وذكرت وانتشر أمرك.
قال: ثم حمل إلى الرشيد معهم، فكلمه ببعض ما كلمه فخلى سبيله. وكان من المعروف عن الشافعي أنه دائم الحديث عن علي بن أبي طالب، ولم ينكر حبه لآل البيت، بل اعتبره واجبا عليه وعلى كل مسلم(1).
ثم توثقت العلاقة بين الشافعي والرشيد، وأصبح يتدخل في تعيين القضاة ويستشيره الرشيد والولاة.
و(أحمد بن حنبل) كان عباسي الهوى ـ في رأي الكاتب ـ وكان يقول(العباس أبو الخلفاء)، وهو الوحيد بين الأئمة الذي رأى هذا الرأي وقد ظل مواليا للعباسيين، رغم المحن التي قاسى منها في عهد المأمون. وحدث في عهد الواثق أن هم جماعة بالخروج عليه وجاؤوا إلى ابن حنبل ليستعينوا به فرفض أن يطاوعهم، وأقر خلافة الواثق. قال: من خرج على إمام من أئمة المسلمين، وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان، بالرضا أو بالغلبة، فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وآله فإن مات الخارج مات ميتة جاهلية. ولا يحل قتال السلطان، ولا الخروج عليه لأحد من الناس. فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق، والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البرّ والفاجر، ومن ولي الخلافة فاجتمع الناس عليه، ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين(2).
ويأسف الباحث القطري لصدور مثل هذا الرأي من ابن حنبل (لأنه لم يفرق بين الامام
______________________
1 ـ ص 262.
2 ـ ص 350.