ـ(9)ـ
السيد البروجردي علم من أعلام الفقه، وأستاذ كان يحضر درسه جمع كبير من المجتهدين، والمهم أنه كان صاحب طريقة خاصة في الاستنباط والاستدلال لها علاقة هامة بالتقريب.
من ذلك أنه كان يعتقد بأن الرجوع إلى فتاوى علماء أهل السنة ييسر السبيل لفهم روايات أهل البيت عليهم السلام، لان هذه الروايات صدرت غالبا تعليقا على الفتاوى الرائجة الرسمية آنذاك. وكان السائل يأتي الامام فيذكر الفتوى الرائجة من علماء أهل السنة ويسأله عن رأيه فيها، والامام يجيب.
كان السيد يرى أن الرجوع إلى فتاوى علماء السنة على مر التاريخ هو مقدمة للاجتهاد عند الشيعة.
والمهم أنه كان يؤكد مرارا أن هذه الطريقة هي سنة علماء السلف من فقهاء الشيعة الإمامية فالقدماء كانوا يهتمون بمقارنة فتاوى أهل السنة والشيعة، وخلفوا لنا في هذا المجال كتبا هامة سميت بالخلاف، واهتم السيد البروجردي بهذه الكتب، وحرص على التعليق على كتاب الخلاف للشيخ الطوسي(385 ـ 460 هـ) وظلت هذه السنة الحسنة بعده رائجة في الحوزة العلمية، متمثلة بدراسات الفقه المقارن.
والظاهرة الثانية في مدرسة السيد الفقهية، أنه كان يفصل بين الظاهرة الأموية وظاهرة أهل السنة في التاريخ إن سعي الأمويين لتحريف أحكام الإسلام دفع ببعض العلماء لأن يعتقد بأن الأحكام الموجودة لدى أهل السنة قد حرفت عمدا من قبل علماء السلطة.
ولكنه كان لا ينظر إلى فقه أهل السنة بهذا المنظار المتشائم، بل كان يجهد لاستبيان علة