/ صفحه 102 /
في الباكستان:
بين (الباكستان) و (جماعة التقريب) صلة وثيقة، فقد تقاربا حتى في الوجود والنشأة، فبينما كانت دولة الباكستان على أهبة الظهور في المحيط الدولي، كانت (جماعة التقريب) تتكون ثم تظهر في المحيط الاسلامي، وقد اشترك أهل الفكر والرأي في الهند قبل التقسيم في مشاورات التقريب عن طريق المراسلة، بل اشترك فيها بعض حضرات علمائها بحضور الجلسات الأولى، حين كان قانونها الأساسي يدرس، وبيانها الأول إلى العالم الإسلامي يوضع، ولم تزل هذه الصلات الوثيقة تزداد قوة وتأكداً بعد نشأة (الباكستان) تحت قيادة زعيمها الأول المرحوم السيد محمد علي جناح، وتتبادل الرسائل والمشاورات بين التقريب وكبار أهلها، وعلى رأسهم الزعيم المبرور، حتى كانت الجلسة العامة اتلتي عقدت بدار التقريب في اليوم الثامن والعشرين من شهر المحرم سنة 1368 هـ، وحضرها ـ بصفة خاصة رجال السفارة الباكستانية ـ فتقرر في هذه الجلسة تفويض حضرة صاحب السعادة محمد علي علوبه باشا رئيس الجماعة بمناسبة سفره إلى الباكستان في عمل كل ما يراه لصالح الجماعة، وتوثيق الصلات بينها وبين أهل باكستان، ولا سيما إنشاء فرع للجماعة هناك، وقد كان هذا القرار بالاجماع، واقترن بترحيب كبير من الأعضاء، ثم ورد إلى الجماعة بعد ذلك كتاب من الباكستان بتوقيع حضرة السيد المحترم الاستاذ عبد المنعم العدوي يبشر فيه (بأنه قد تأسس فرع للجماعة في الباكستان، وانضم إلى عضويتها كثير من الوجهاء والكبراء، وأنهم