/ صفحه 97 /
في الحجاز
أ ـ اتصل بدار التقريب بعض الحجازيين، طالباً مزيداً من الإيضاح عن مهمة الجماعة، وهل تتناول إدماج المذاهب الإسلامية بعضها في بعض كما يتساءل عنه كثير من أهل العلم في الحجاز ؟
وخير ما نجيب به عن هذا السؤال، هو أن ننشر ما كتبناه بهذا الشأن إلى حضرة صاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود، وهذا نصه بعد الديباجة:
إن قانون جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية وبيانها يوضحان البواعث التي دعت إلى تكوين هذه الجماعة، والآمال التي يرجى أن تتحقق على يديها للمسلمين جميعاً إن شاء الله، ومع هذا نحب أن نبين في كتابنا هذا إلى جلالتكم بعض الحقائق التي يفيد بيانها في تحديد غايتنا وأهدافنا:
1 ـ أن (جماعة التقريب) لا تريد المساس بالفقه الإسلامي، ولا إدماج مذاهبه بعضها في بعض، بل هي على النقيض من ذلك، ترى في هذا الاختلاف الفقهي مفخرة للمسلمين، لأنه دليل على خصوبة في التفكير، وسعة في الأفق، واستيفاء وحسن تقدير للمصالح التي ما أنزل الله شريعته إلا لكفالتها وصونها، وكل ما تبذله الجماعة من جهود في سبيل الفقه الإسلامي، إنما هو في دائرة خدمته وتنميته وتسليط نوره الوهاج على شئون الحياة الإسلامية كلها، وبحث المشكلات التي جدت وتجد ولم يتضح للناس حكم الله فيها.
2 ـ ولن تمد الجماعة يدها إلا لأرباب المذاهب الإسلامية التي تعتقد العقائد الصحيحة التي يجب الإيمان بها.
3 ـ وهي ترى أن بعض المنتسبي إلى المذاهب الإسلامية يجعلون لبعض المعارف والآراء التي لا صلة لها بالعقائد الصحيحة أهمية طاغية تدفعهم إلى التخاصم والتقاطع والتنابز بالألقاب، ونسيان ما جمع الله عليه القلوب، وألف به بين المسلمين وترى أن أعداء الإسلام والطامعين في استعمار بلاده وإذلال أهله، يتخذون