/ صفحة 140 /
وبالعلم أيضاً نستطيع القضاء على كثير من انواع الخلاف، ما دام الحق رائدنا، والإنصاف قائدنا.
* * *
ولقد قامت مصر جماعة من كبار علماء المسلمين ومفكريهم ترمي إلى التقريب بين المسلمين وإظهار كل طائفة على ما عند الأخرى من علوم ومعارف، وتهوين شأن الخلاف على ما وراء العقائد الواجبة.
والأزهر الشريف باعتباره المرجع الأول لعلماء السنة قد رحب بهذه الجماعة وآزرها واشترك فيها بطائفة من كبار علمائه، وهو يساهم في تحرير مجلتها مساهمة فعلية، ولا شك أن قيام هذه الجماعة من شأنه أن يفتح عيون المسلمين في كل طائفة على الحقائق العلمية والتاريخية التي كانت محجوبة عن كثير منهم، فتتقارب بذلك قلوبهم، ويتحرروا من أسر الأوهام في كثير من خلافاتهم، ويصبحوا كما كانوا بنعمة الله إخوانا صادقين متعاونين، وإني بوصفي وكيلا لهذه الجماعة (جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية) لأدعو سائر إخواني من المسلمين إلى تأييدها، ومؤازرة فكرتها الصالحة بإنشاء فروع لها، والمساهمة في بيان الحقائق العلمية والتاريخية التي تفيدها، فإن ذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به المؤمنين.
* * *
هذا رأيي فيما يصلح به شأن المسلمين، ويمكنهم من القيام بما أوجبه الله عليهم من الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليعودوا كما كانوا خير أمة أخرجت للناس، والله أسأل أن يهب العالم من لدنه رحمة تهديه إلى الحق، وتشرح صدور أهله إلى الإسلام دين السلام.
26 من ربيع الثاني سنة 1370 هـ
3 من فبراير سنة 1951 م