/ صفحة 180 /
ويكون من عداه هو العاصي الهالك، وبنوا هذا على حديث اشتهر فيما بينهم، من غير أن يبحثوا في صحته من جهة سنده، ومن جهة ملاءمته لطبيعة الإسلام، وانسجامه مع أصوله المعلومة منه بالضرورة.
وهذا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي صاحب كتاب (الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم) يجعل الباب الأول من كتابه في بيان ذلك الحديث المأثور في افتراق الأمة، وبيان الفرقة الناجية من فرقها، فرواه من ثلاث طريق، ثم رتب عليه ما أراده من وضعه في الباب الأول من كتابه، وهذه طرقه الثلاث في روايته:
1 ـ أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشار الاسفراييني، قال: أخبرنا عبد الله بن ناجية، قال: حدثنا وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، عن محمد ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقه.
2 ـ أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن على بن زياد السندي العدل الثقة، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال: حدثنا الهيثم بن خارجة، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل، تفرق بنو إسرائيل على اثنتين وسبعين ملة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، تزيد عليهم ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: يا رسول الله، وما الملة التي تنقلب؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي.
3 ـ أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله بن عمر المالكي، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا قتادة، عن أنس، عن النبي (عليه السلام)، قال: إن بني إسرائيل افترقت على إحدى